بدأت الباراجواي المباراة بهجوم مفاجئ في الدقيقة الأولى لتصل الكرة لسانتانا على حدود المنطقة لكنه سددها ضعيفة في يد كاسياس قبل أن ترد إسبانيا بفرصة مزدوجة في الدقيقة الـ7 عبر توريس الذي حاول تسديد الكرة بطريقة استعراضية لترتد في كاسيرس إلى ركنية وصلت إلى راموس على بعد ست ياردات لكنه أطاح بها بعيداً بغرابة.
وبعد 20 دقيقة من الملل، فاجأ تشافي الجميع في الدقيقة 29 بتسديدة كرباجية جميلة بعد ان تسلم الكرة فخانته ليلتف حول نفسه ويسددها قوية هددت مرمى خوستو بيار بعد أن احتكت بسقف المرمى من الخارج.
بعد نصف ساعة من السيطرة الإسبانية عديمة الجدوى كشفت الربع ساعة الأخيرة عن عيوب واضحة في الدفاعات الإسبانية في التعامل مع الهجمات المرتدة للباراجوانيين بعد سلسلة من التهديدات كانت أولها في الدقيقة 35 بعرضية رائعة من موريل قفز لها سانتانا بكل قوته لكنه لم يلحق بها ولو كان قد فعل لكان هناك حديثاً آخر.
الدقيقة 41 شهدت أبرز لحظات الشوط الاول وذلك بعد أن ألغى الحكم الجواتيمالي هدفاً صحيحاً لباراجواي بداعي تسلل لم يكن موجوداً على نيلسون فالديس الذي تلقى عرضية طويلة المدى من فيرون فتسلمها وأطلقها في شباك كاسياس لكن الصافرة كانت موجودة.
كاد فالديس مرة أخرى أن يقلق مضاجع بطل أوروبا في الدقيقة الاولى من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع بعد أن انطلق بسرعته الكبيرة وراوغ بويول ليهيأ الكرة لنفسه ويسدد من على حدود المنطقة لكن تسديدته وصلت للمدرجات في آخر كرات الشوط لينتهي بالتعادل السلبي.
حاول المنتخب الإسباني في بداية الشوط الثاني أن يحرز التقدم لكن الحال بقى على ما هو عليه فما كان من ديل بوسكي إلا أن سحب "شبح" فرناندو توريس وأشرك سيسك فابريجاس ليُحدث الدون تغييراً بدلاً من النينيو.
لكن التغيير جاء هناك .. في الجهة الأخرى، حيث كان جيرارد بيكي يقوم بأكثر فعلة حماقة لأي مدافع وذلك حين جذب أوسكار كاردوزو من ذراعه في الدقيقة 59 واستمر يجذبه بإصرار شديد ليقع المهاجم الطويل ويحتسب الحكم بارديس ركلة جزاء للباراجوانيين انبرى لها كاردوزو نفسه لكن القديس إيكر كاسياس تصدى للكرة بنجاح.
لم تكن تلك هي اللقطة الأكثر إثارة بل إنه في نفس الدقيقة انفرد دافيد فيا واحتك به أنتولين ألكاراز رأى فيها كارلوس بارديس مخالفة فاحتسب ركلة جزاء -ربما لا يحتسبها غيره- انبرى لها تشابي ألونسو بنجاح لكن الحكم أعاد الكرة بداعي دخول لاعبي إسبانيا للمنطقة أثناء تنفيذ الكرة فتصدى لها ألونسو مرة أخرى لكن لاعب ريال مدريد فشل في هذه الكرة على النقيض من زميله كاسياس الذي رأى حارساً آخر في الليجا هو خوستو بيار يتصدى للكرة ويعرقل فابريجاس لكن الحكم لم يلقَ له بالاً.
كانت هاتين اللقطتين بمثابة شرارة الإنطلاق لدقائق مثيرة حاولت فيها الباراجواي مفاجأة إسبانيا لكن الأخيرة استعادت توازنها وسيطرة مرة أخرى بفضل اللاعب الإضافي في الوسط "فابريجاس" فلعب تشافي كرة عرضية كادت أن تخادع بيار لكنها مرت خارج المرمى ويرد المدرب الأوروجوياني جيراردو مارتينو بإشراك روكي سانتا كروز بدلاً من النشيط -لكن العصبي- نيلسون فالديس.
بعد تسديدة فيرون الصاروخية التي اصطدمت بالدفاع في الدقيقة 71 سدد تشافي كرة قوية في ادقيقة 74 لم تصطدم بالدفاع بل مرت بياردتين بجانب المرمى لكنها كانت كفيلة بإحداث التأثير لقذف الرعب في قلوب اللاتينيين.
بعد خمس دقائق من الهدوء النسبي تخللها إشراك ديل بوسكي لبيدرو بدلاً من ألونسو لمزيد من الضغط، لعب كابديفيلا كرة عرضية أنيقة على رأس دافيد فيا لكن الـ"مارابيّا" فشل في تحويلها برأسه من على بعد 8 ياردات.
لكن الدقيقة 82 شهدت الهدف أخيراً .. تمريرة من كابديفيلا إلى تشافي الذي مررها جميلة لإنيستا فانطلق الرسام ومر من لاعبين ليهيأ الكرة لبيدرو الذي انفرد بالمرمى فسدد الكرة لكنها اصطدمت بالقائم الأيمن لبيّار لترتد إلى الذي لا يضيع "دافيد فيا" الذي سدد الكرة لتصطدم بالكرة بالقائم الأيسر ثم الأيمن ثم سكنت المرمى ..! إسبانيا 1 .. باراجواي 0 ..!
حاولت إسبانيا استغلال حالة عدم التوازن للباراجواي فمرر فابريجاس إلى إنيستا لكنه الدفاع تدخل لتصل الكرة لفيا على حدود المنطقة الذي سدد كرة ماكرة لكنها مرت فوق العارضة.
وفي الوقت الذي ظن الجميع أن الأمور قد انتهت لاحت فرصة ذهبية للباراجواي في الدقيقة 89 بعد أن سدد سانتانا كرة قوية جداً تصدى لها كاسياس لكنها وقعت منه لتصل إلى سانتا كروز أمام كاسياس فقط، لكن المهاجم الباراجواياني سددها بكل رعونة في جسد القديس كاسياس كشف لماذا كروز إحتياطي في أي فريق يلعب فيه.
كاد فيا أن يحرز هدفاً ثانياً لكن تسديدته الضعيفة من 10 ياردات كانت في أحضان فيّار ليمتص الإسبان حماس الباراجوايانيين ويضيعوا الوقت المتبقي لتصل إسبانيا للمرة الاولى في تاريخها إلى قبل النهائي وتصطدم بألمانيا في إعادة لنهائي يورو 2008.